للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا﴾: أي كان - ولا يزال - عظيم المغفرة لما فرط من الذنوب، التي من جملتها: القعود عن الهجرة من غير عذر إلى وقت الخروج إليها.

﴿رَحِيمًا﴾: كثير الرحمة بعباده حيث قبل توبتهم، وغفر ذنوبهم.

فهذه الآية الكريمة: تطمئن المهاجر على رزقه في مهجره، حتى لا يتقاعس عن الهجرة، فترفع عنه جميع الأعباء، وتفتح له سُبُلَ السعادة في الدنيا، وتعده بعظيم الثواب في الآخرة، حتى لو حال الموت بينه وبين ما يتمناه: من إتمام الهجرة في سبيل الله، بعد أن شرع فيها.

﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا (١٠١)﴾.

[المفردات]

﴿ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ﴾: سافرتم.

﴿جُنَاحٌ﴾: حَرَج وإثْم.

﴿أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ﴾: أن تخففوها من رباعية إلى ثنائية.

﴿يَفْتِنَكُمُ﴾: يتعرض لكم بما تكرهون من الإغارة عليكم أثناء الصلاة.

[التفسير]

١٠١ - ﴿وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ … ﴾ الآية.

بعد أن رغَّبت الآية السابقة في الهجرة - وهي مبنية على السفر والخوف من العدو - جاءَت هذه الآية تبين كيفية الصلاة في السفر، وفي حال الخوف من العدو: من جواز قصرها، دفعا للمشقة، وتفضلا من الله على عباده.