للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومهما يكن فإن قدرة الله لا يعجزها خلق السموات والأَرض في أَي زمان كان طويلا أَو قصيرا، وهو الذي يقول للشيء: كن فيكون، وإِنما جاءَ هذا التحديد لحكم جليلة، وغايات جميلة، ولتكون الرَّوية والأَناة منهج القادرين، وأُسلوب العاملين، وسبحان من لا تحيط العقول بحكمته، ولا تدرك أَسرار صنعته.

وقوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾ جملة مستأْنفة، تقديرها: هو الرحمن، سيقَت مساق المدح لتقرير رحمته التي وسعت كل شيء بعد ما ثبت له من الصفات السابقة تأْكيدا لوجوب التوكل عليه.

﴿فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا﴾ الأَمر موجه إِلى كل مكلف أَي: فاسأل بالرحمن خبيرا - والمراد بالسؤال به تعالى: السؤال عن تفصيل رحمته وشئونه في خلقه، والخبير: هو رسول الله .

والمعنى الإِجمالى للآية: الذي خلق السموات والأرض بأَجزائهما وما استقر فيهما، وخلق الكواكب التي زيَّن بها سماواته، وخلق ما بين السماء والأَرض من الهواء والأَشعة الكونية وما يعلمه الناس وما لا يعلمونه فاسأل عن الرحمن الذي أَبدع هذا الكون العظيم، وشمل من فيه برحمته - اسأل عنه أَيها المكلف رسوله محمدا فهو وحده الخبير الذي يعلم شئون ربه في خلقه، وهو وحده الذي يجيبك بحق، وصدق، فإِنه ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى﴾ فما يقوله عنه فهو حق، وما يخالفه فهو مردود على قائله.

﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا﴾:

[المفردات]

﴿نُفُورًا﴾: تباعدا عن الإِيمان، وإِصرارا على الكفر.