﴿يَغُلّ﴾ يخون. فالغُلُولُ: الخيانة وأخذ الشيء خفية. وخص - في الشرع - بالسرقة من المغنم قبل القسمة. وفي قراءة "يُغَلّ" بضم الياء وفتح الغين، أي ينسب إلى الغلول.
أي ما صح وما استقام - عقلاً وشرعاً - لنبي من الأنبياء، أن يخون في المغانم وغيرها، أو يُنسَبَ إلى الخيانة.
وفي هذا تنزيه لمقامه ﷺ، عن جميع وجوه الخيانة في أداء الأمانة، ومنها قسمة الغنائم، وتنبيه على عصمته ﵇. فإن النبوة تنافي ذلك.
والمراد: تنزيه ساحته ﷺ، عما ظنة الرماة الذين تركوا أماكنهم يوم أحد، حرصاً على الغنيمة، وخوفاً من أن يقول رسول الله ﷺ: من أخذ شيئاً فهو له … فيحرموا - فقال الرسول ﷺ لهم معاتباً متعجباً:"طننتم أنَّا نَغُل"؟! فنزلت الآية (١).