(الطَّامَّةُ الْكُبْرَى): كالْعَلَمِ على يوم القيامة، وسميت بذلك لأَنها تطم على كل أَمر مفظع، أَي: تغلب وتفوق ما عرفوه من دواهي الدنيا، ومن طمَّ الشيءِ، يطُمُّه طَمًّا: غمره، وكل ما كثر وعلا حتى غلب فقد طم.
(فَأَمَّا مَنْ طَغَى): جاوز الحد في العصيان والكفر.
(هِيَ الْمَأْوَى): المقر والمرجع.
(وَنَهَى النَّفْسَ عَنْ الْهَوَى): أَصل الهوى: مطلق الميل، وشاع في الميل إِلى الشهوات.
(أَيَّانَ مُرْسَاهَا): أَي: متى يقيمها الله ويثبتها، والمرسى: من رسا بمعنى ثبت.
(فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا): أَي: ليس علمها إِليك ولا إِلى أَحد من الخلق.
[التفسير]
٣٤ - (فَإِذَا جَاءَتْ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى):
شروع في بيان معادهم إِثر بيان معاشهم، كقوله تعالى:(مَتَاعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَامِكْمْ) والطامة الكبرى: هي الداهية العظمى التي تطم على ما سواها، أَي: تغلب وتفوق ما عرفوه من دواهي الدنيا، وهي كالْعَلَم ليوم القيامة، وروى كونها اسمًا من أَسمائها عن ابن عباس، وروى عنه أَيضًا وعن الحسن أَنها النفخة الثانية، وقيل: إِنها الساعة التي يساق فيها أَهل الجنة إلى الجنة وأَهل النار إلى النار، وقيل: هي ساعة يساق أَهل النار، ووصفت بالكبرى لأَنها أَعظم الدواهي مطلقًا.
٣٥ - (يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى):
المراد: يوم يتذكر كل امرئ ما عمله من خير أَو شر بأَن يشاهده مدونا في صحيفة أَعماله، وقد كان نسيه من فرط الغفلة، أَو طول الأَمد، أَو لشدة ما لقي، أَو لكثرته التي تعجز الحافظ عن الضبط لقوله تعالى:"أَحْصَاُه الله وَنَسُوهُ"(١).