قيل في سبب نزول هذه الآية الكريمة: إِن الكفار قالوا: لو كان ما عليه المسلمون حقًّا لصانهم الله من مصائب الدنيا، فبين الله - تعالى - أَن ما أَصاب من مصيبة في نفس أَو مال أَو قول أَو فعل يقتضي همًّا أَو يوجب عقابًا عاجلا أَو آجلا فبعلم الله وقضائه.
(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) أَي: ومن يصدق ويعلم أَنه لا مصيبة إِلا بإِذن الله وإرادته يثبت قلبه على الإِيمان ويقول عند نزول المصيبة: (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) وقال ابن عباس: هو أَن يجعل الله في قلبه اليقين؛ ليعلم أَن ما أَصابه لم يكن ليخطئه، وما أَخطأَه لم يكن ليصيبه، وقال الكلبي: هو إِذا ابتلي صبر، وإِذا أَنعم عليه شكر، وإِذا ظلم غفر (وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أَي فهو - سبحانه - بكل شيءٍ عظم وظهر أَو خفي ودق محيط وعالم علمًا تامًّا فلا يخفى عليه تسليم من أَذعن ورضي وانقاد لأَمره - تعالى - ولا سخط ولا كراهة من غضب وتمرد على قضائه وقدره.
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) أي: انقادوا لما طلبه ربكم منكم فأتمروا بأَمره وانتهوا عما نهاكم عنه وأَطيعوا رسوله ﷺ فخذوا ما آتاكم به من عند الله واتقوا ما خوفكم