وباقينَ فيها أَبدًا لا ينفكون عنها ولا يزايلونها، وبأَن لهم - قوله الحق، بأَن ما سيلقونه في الآخرة من النعيم في الجنة هو الفوز والظفر العظيم والغُنْم العميم الذي لا فوز ولا مغنم وراءَه إِذ فيه النجاة من النار وهي أَعظم المهلكات.
هذا مع الظفر بالجنة وهي أَجل الرغبات ومنتهى السعادات قال تعالى:(فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)(١).
وهذا الجزء من الآية الكريمة يفتح باب الرجاءِ أَمام الكافرين حيث يبين لهم أَن رحمة الله عظيمة رحيبة تتسع وتشمل كل من يقبل عليه سبحانه مؤْمنًا به وقد قرن إِيمانه وبرهن عليه بالعمل الطيب والفعل الحسن.
بعد أَن بين جزاءَ المؤمنين الصالحين أَتبعه بمآل الكافرين المكذبين؛ ليكون الناس على بصيرة من أَمرهم؛ ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة، وحتى لا تكون لهم على الله حُجة، أَي: والذين جحدوا وأَنكروا وجود الله المتفرد بالوحدانية والذي ليس كمثله شيءٌ، وكذبوا رسوله فيما جاءَ به من عند ربه من آيات واضحات ومعجزات باهرات أُولئك الذين تلازمهم النَّار وتصاحبهم لا يجدون عنها فكاكا ولا منها مخرجًا ولا مخلصًا.
(وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) أَي: وقبح وساءَ المرجع: والمآل مصيرهم ونهاية أمرهم وأَي: مرجع أَشد سوءا من أَن تكون الجحيم هي المأوى؟