ومنهم من لم نقصصهم عليك وهم كثيرون، أخرج الإِمام أحمد عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، كم عدة الأنبياء؟ قال:"مائة أَلف وأَربعة وعشرون ألفًا، الرسل عن ذلك ثلثمائة وخمسة عشر، جما غفيرا".
﴿وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ أي: وما صح وما استقام لرسول من أولئك الرسل أن يأْتي بمعجزة إلا أَن يأْذن الله، فالمعجزات: وهي الآيات الدالات على صدق الرسل: على تشعب فنونها واختلاف أنواعا عطايا من الله - تعالى - قسمها بينهم حسبما اقتضته مشيئته المبنية على الحكم البالغة كسائر القسم، ليس لهم اختيار في الإتيان بها، أو تحقيق المقترح منها؛ لأَن الرسل عباد مربوبون له - تعالى - لا يأْتون بشئ من تلقاء أنفسهم، أو خضوعًا لاقتراح قومهم.
﴿فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ﴾: وهو قضاؤه بالعذاب في الدنيا أو الآخرة يوم القيامة ﴿قُضِيَ بِالْحَقِّ﴾ أَي: فصل بينهم بالعدل بإنجاء المحق وإِثابته وإِهلاك المبطل.
﴿وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْمُبْطِلُونَ﴾ أي: خسر المبطلون في هذا الوقت - وهو وقت مجئ أمر الله - والمراد بالمبطلين: أهل الباطل على الإطلاق المتمسكون به، فيدخل فيهم المفترون على الله والمعاندون والمقترحون للآيات دخولا أَوليا.