للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٥)

[المفردات]

(أَلَمْ تَرَ): الخطاب هنا لكل ذى عقل يحسن فهم الخطاب، والاستفهام هنا للتقرير بالعلم، والمعنى: ألم تعلم.

(ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا): المثل الصفة العجيبة، وضرب المثل تبيينه ووضعه في المكان اللائق به.

(كَلِمَةً طيِّبَةً): المراد بها هنا كلمة التوحيد.

(تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ): تعطى ثمرها في كل وقت.

[التفسير]

٢٤ - (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ … ) الآية.

لما بين الله تعالى أَحوال السعداءِ وأَحوال الَأَشقياءَ فيما تقدم، ضرب لكل من الفريقين مثلا يتميز به عن صاحبه، فقال عز مِنْ قائل يخاطب كل من يصلح للخطاب من أَصحاب العقول الراجحة:

(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيَّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ):

أَي أَلم تعلم أَيها العاقل الفطن كيف بين الله للناس مثلا يعرفون به منزلة كلمة التوحيد في الإِسلام، حيث شبهها بشجرة طيبة أَصلها ضارب بعروقه في الأَرض، وفرعها -أَي أَعلاها- متجه إِلى السماءِ، تعطى ثمرها في كل وقت وقَّته الله لإِثمارها بإِذن خالقها ومربيها.