للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من الرسالة ورفضا - كما زعم اليهود - قال: يا رب إني قتلت من هؤلاء القوم نفسا حين استنصرني الرجل الذي من شيعتي، فإذا تعرضت لهم ورأوني فإني أخاف أن يقتلوني بقتيلهم، ولا معين لي يمنعنى منهم، أو يدفع عني شرهم.

٣٤ - ﴿وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ﴾:

أي: وأخى هارون هو أقدر مني على توضيح الحجة ورد الشبهة، وقوة المعارضة - وأنما قال

ذلك لأنه كانت به عقدة في لسانه تضعف تعبيره وتعوق بيانه - فأحتاج إلى من يعيننى ويبلغ حجتى، فأرسل معى أخي هارون ردءا وعونا يساعدني على توضيح الدعوة وإبراز الحجة، ويصدقني، ويخلص بلسانه الحق، ويبسط القول فيه، ويجادل الكفار ويظهر صدقي بتقرير الحجج وتزييف الشبه: ﴿إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ﴾ فلا يسعفنى لساني على محاجتهم ولا يطاوعنى على مقاومتهم، ومعارضة باطلهم.

﴿قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ﴾

[المفردات]

﴿سَنَشُدُّ عَضُدَكَ﴾: سنقويك ونعينك.

﴿سُلْطَانًا﴾: تسلطا وغلبة بالحجة والبرهان.

[التفسير]

٣٥ - ﴿قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا … ﴾ الآية.

استئناف وقع جوابا من الله لسؤال موسى بقوله: ﴿أَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا﴾ أي: قال الله - سبحانه - لموسى: سنعينك ونقربك بإجابة مطلوبك، حيث نشد عضدك بإرسال أخيك هرون معك.