٣٥ - ﴿قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ﴾: هذا احتجاج آخر على حَقِّية التوحيد وبطلان الشرك، جئَ به إِلزامًا بعد إِلزام، والمعنى قل لهم أَيها الرسول هل من هؤلاءِ الشركاءِ من يستطيع أن يرشد عابديه إلى الحق ببيانه أَو بإلهامه وتوفيقه؟ وهو أَقل صفات الأُلوهية، فإِذا قالوا: لا، ولا بد لهم من ذلك: فقل الله وحده يهدى ويرشد إلى الحق بالأدلة والبراهين، وبالإلهام والتوفيق، وبإرسال الرسل وإِنزال الكتب قال تعالى: ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾ (١).
أَي إِذا كان الله هو الحق وهو الذي يهدى إِلى الحق وحده فهل الذي يهدى إِلى الحق أولى بالاتباع، أَم الآلهة الذين عبدتموهم من دونه وهم لا يهتدون إِلى مقصد من المقاصد إِلا أَن يهديهم الله إِليه، ولا شك أَن جواب هذا السؤال يتعين عند العقلاءِ أَن يكون: من يهدى إلى