للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿تَثْقَفَنَّهُمْ﴾: تلقاهم وتجدهم.

﴿فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ﴾: فافعل بهم فعلا يخيف مَنْ وراءَهم ويشُرِّدُهم.

والتشريد: التبديد والتفريق.

﴿تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً﴾: أَي تتوقع من قوم خيانة بنقض العهد ونكثه.

﴿فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ﴾: فاطرح إِليهم عهدهم على طريق سوى من العدل بأَن تخبرهم بذلك.

﴿سَبَقُوا﴾: فاتوا وأَفلتوا من عقابنا.

﴿لَا يُعْجِزُونَ﴾: لا يفوتون ولا يفلتون من عقاب الله بل هو قادر عليهم.

﴿مِنْ قُوَّةٍ﴾: من كل ما يتقوى به في الحرب.

﴿رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾: المكان الذي ترابط فيه الخيل المعدَّة للقتال.

﴿تُرْهِبُونَ﴾: تُخَوِّفون.

﴿لَا تَعْلَمُونَهُمُ﴾: لا تعرفونهم بأَعيانهم أَو لا تعلمونهم كما هم عليه من العداوة.

[التفسير]

٥٥ - ﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾:

نزلت الآيات في بني قريظة. عاهدهم رسول الله أَن لا يمالئوا عليه أَعداءَه فنكثوا بأَن أَعانوا مشركى مكة بالسلاح وقالوا نسينا وأَخطأَنا، ثم عاهدهم فنكثوا ومالوا مع الكفار يوم الخندق، وكان كعب بن الأَشرف قد انطلق إِلى أهل مكة قبل غزوة الخندق فحالفهم على محاربة رسول الله وغزو المدينة، فأَنزل الله هذه الآيات، ليبيِّن أَنهم شرّ من دب على وجه الأَرض في حكم الله وقضائه، لا شرُّ الناس فقط، وفي ذلك إِشارة إِلى أَنهم بمعزل عن الناس، فهم من جنس الدَّواب ومع ذلك فهم شرُّ من جميع أَفرادها، ومثله: ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا﴾.

والمعنى: إِن شر جميع ما يدب على وجه الأَرض، هم اليهود الذين كفروا برسول الله وما جاءَ به، فهم مستمرُّون على عدم إِيمانهم به، مع قيام الحجة عليهم