أي إذا كان الله سبحانه هو الذي خلق السماوات والأرض وما فيهن بما يُعلم وما لا يُعلم وهو الخلاق العظيم فكيف يعبد معه ما لا قدرة له على النفع والضر لنفسه أو لغيره وهو مخلوق لله، وليس له في الخلق أدنى نصيب، أهما بعد هذا التباين متساويان فمن يخلق كل شيء كالذي لا يخلق أقل شيء.
﴿أَفَلَا تَذَكَّرُونَ﴾: أي أتعرضون عن الحق الذي أيدته الآيات فلا تتعظون بما تسمعون من العظات وبما ترون من الآيات، وقد وهب لكم عقولًا لا تميزون بها الخير من الشر والنفع من الضر فكيف غفلتم عن هذه الحقائق.
١٨ - ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾: أي وإن تحاولوا أن تعدوا نعم الله التي أنعم بها عليكم فلن تستطيعوا أن تَضبطوا عددها ولا تصل إليه قدرتكم فضلا عن القيام بحق شكرها، فكم له من نعم خافية ونعم ظاهرة ترونها في أنفسكم، وفيما سخره الله لكم من نبات وحيوان وجماد وأمطر وبحار وأَنهار وعيون وآبار وغير ذلك من نعم الله التي سخرها لمنفعة عباده، وصدق الله حيث يقول: ﴿وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ﴾.