للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[المفردات]

﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ﴾: أخبروني.

﴿سَرْمَدًا﴾: دائمًا متصلًا مؤبدًا، وهو عند البعض من السَّرد: وهو المتابعة، ومنه قولهم: الأشهر الحرم ثلاثة سَرْدٌ، وواحد فرد، والميم زائدة لدلالة الاشتقاق عليه.

﴿تَسْكُنُونَ فِيهِ﴾: تستقرُّون فيه، مأَخوذ من (السَّكن) وهو الهدوءُ والطمأْنينة.

﴿وَنَزَعْنَا﴾: أخرجنا بشدة وأبرزنا بسرعة، وجاء في اللغة: نَزَعَهَ من مكانه ينزعه: قلَعَه، كانتزعه.

﴿شَهِيدًا﴾: أي شاهدًا. ﴿بُرْهَانَكُمْ﴾: حجتكم.

﴿وَضَلَّ عَنْهُمْ﴾: ذهب وغالب عنهم غيبة الشيء الضال، أي: الضائع.

﴿مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ﴾: أي ما كانوا يختلقونه في الدنيا من الباطل والكذب على الله - تعالى - من أن معه آلهة تُعْبَد.

[التفسير]

٧١ - ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ﴾:

انتهت الآيات السابقة بإثبات الوحدانية لله - تعالى - وانفراده بالخلق والاختيار، وعلمه السرائر والظواهر، واستحقاقه وحده الحمد من عباده، في الدنيا على إنعامه وهدايته وفي الآخرة على عدله ومثوبته، وتفرده بالحكم والفصل بين العباد، وإليه المرجع والمصير.

وتواصل هذه الآية وما بعدها توكيد هذه المعاني وتوضيحها بأمثلة مُحَسَّة تشهد له - سبحانه - بكل ما سبق وبأَنه صاحب النعم وواهب المنن، فالآيات القرآنية الثلاث الآتية تنبه الناس إلى حقيقة يجب أن يفهموها، وهي أنه - تعالى - لو خلق الأرض بحيث يكون ليلها دائمًا، أو بحيث يكون نهارها كذلك فليس هناك إله غيره ينعم عليهم بالليل والنَّهار