إِنكار لأَن يكون لهم سبب ما في عدم رجائهم لله وقارًا، أَي عظمة، بمعنى أَي سبب حصل لكم حتى جعلكم غير خائفين عظمة الله.
أَو غير متعقدين لله عظمة موجبة لتعظميه - سبحانه - بالإِيمان به والطاعة له، وقيل: المعنى ما لكم لا تكونون على حال تأملون فيها تعظيم الله إِياكم في دار الثواب، ويراد على هذا بالوقار التوفير، وهو تعظيم، وكونه من الله بمعنى رضاه عنهم وتفضله عليهم بأَسمى الجزاء
(وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) أَي: الحال أَنكم تعلمون أَنه ﷿ خلقكم مُدْرجًا لكم في كرات وأَدوار متعاقبة، وحالات مختلفة. فبدأَكم نطفًا ثم علقًا ثم مضغًا ثم عظمًا ولحومًا ثم خلقا آخر، فتبارك الله أَحسن الخالقين، وبمثل هذا قال ابن عباس وعكرمة وقتادة وغيرهم، والإِخلال بتوقير مَنْ هذا شأنه في القدرة القادرة والإِحسان العام مع العلم به، لا يكاد يصدر من عاقل، والجملة (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا) مقررة لإِنكار أَي سبب مبرر لما وقع منهم من عدم رجائهم لله وقارًا، بعد أَن تفضل عليهم بالتكوين والإِيجاد، وبكل مقومات حياتهم من نعم وآلاء.