للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أي: هؤُلاء الكفار الذين بعدوا من الحق وعن الصراط المستقيم قد وجب عليهم القول والوعيد الذي قاله الله لإبليس ومن تبعه - عليهم اللعنة -: ﴿لأملأن جهنم منك وممن تبعك منهم أجمعين﴾ (١) وسيكونون في عداد أُمم وجماعات من الجن والإنس كانوا على شاكلتهم كذبوا كما كذبوا وعاندوا واستكبروا وساروا على نهجهم فباءوا بالخسران والحرمان من الجنة التي خسروها بسوء معتقدهم وفحش عملهم.

﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (١٩) وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَفْسُقُونَ﴾.

[المفردات]

﴿الهون﴾: الهوان والذل.

[التفسير]

١٩ - ﴿وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ﴾:

أي: ولكل فريق من الأبرار الأتقياء، والعاقين الأشقياء لكل منهما منازل ينزلون فيها في أخراهم، فأهل الجنة لهم درجات ونعيم يتقلبون فيه، في سعادة غامرة، وقلوب بالرضا عامرة، ونفوس مطمئنة في جنات تختلف منازلها رفعة وعلوا، فالذين رفعتهم أعمالهم إلى درجات أعلى لا يجدون في نفوسهم على مَنْ دونهم في الجنة استكبارا أو استعلاء، كما لا يجد الذين منحهم الله في جناته دون ذلك في صدورهم غلا ولا حقدا على من فوقهم منزلة في الجنة، قال - تعالى -: ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ (٢).


(١) سورة ص، الآية: ٨٥.
(٢) سورة الحجر، الآية: ٤٧.