للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال بعض المفسرين: إن الذى أسره يوسف فى نفسه ولم يبده لإخوته هو قوله: ﴿أَنتُمْ شَرَّ مَكَانًا وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾: فهذه الجملة تفسير للضمير في قوله: (فَأَسَرهَا). هـ قال الزجاج.

ثم أتمَّ يوسف كلامه الذي أسره في نفسه فقال

﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ﴾:

أى والله أعلم بحقيقة ما تقولون وصفا لى ولأخى من أنه سرق وأنني سرقت قبله، فكلانا برئ من السرقة كما يعلم الله تعالى.

﴿قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (٧٨) قَالَ مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ (٧٩)

[المفردات]

(معاذ الله): المعاذ والعياذ والعوذ بمعنى الالتجاء. وقد يقصد منها التبروُ كما هنا.

فمعاذ الله هنا بمعنى نبرأ إلى الله

(مَتَاعَنَا): المتع ماينتفع به إلى حين، والمقصود منه هنا صواع الملك

[التفسير]

٧٨ - (قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبا شَيْخًا كَبِيرًا .. ) الآية.

أى قال إخوة يوسف حينما رأوا أن يوسف سيستبقى بنيامين عنده طبقاً لفتواهم، قالوا له مستعطفين: يا أيها العزيز إن لبنيامين أباً شيخًا طاعنا فى السن لا يستطيع فراقه، وهو سلواه عن شقيقه المفقود، فخذ أحدنا بدلا منه، فلسنا عنده بمنزلته من المحبة.