للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إِنا نراك من المحسنين إِلينا، فأَتْممْ إِحسانك علينا، أَو نراك ممَّن عادتهم الإِحسان، فلا تغير عادتك معنا، فنحن أَحق الناس بذلك، نظرا لحال أَبيه والتزامنا أَن نرده إِليه!

وهم حين عرضوا عليه أَن يسْرِقَّ أَحدهم مكانه لا يرون أَن ذلك مشروع عندهم، فإنَّه لا يؤاخذ بالذنب سوى صاحبه، ولكنهم يقولون ذلك مبالغة في استنزاله عن أَخذ بنيامين.

٧٩ - ﴿قَالَ مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ﴾:

قال يوسف: نعوذ بالله ونبرأَ إِليه من أَن نأْخذ إِلا من وجدنا صواعنا عنده بموجب فتواكم طبقا لشرعكم، فلا نحب الإِخلال بها، إِنا إِذا أَخذنا غيره ولو يرضاه لظالمون في مذهبكم وشريعتكم ونحن لا نحب ذلك.

والتعبير بضمير المعظم نفسه (إِذًا لَظَالِمُونَ) بدلا من ضمير المفرد - إِنَّى إِذًا لَظَالِم - جرى على سنن الملوك.

﴿فَلَمَّا اسْتَيْأَسُوا مِنْهُ خَلَصُوا نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا مِنَ اللهِ وَمِنْ قَبْلُ مَا فَرَّطْتُمْ في يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ (٨٠) ارْجِعُوا إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلَّا بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ (٨١) وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (٨٢)