وملة إِبراهيم ﵇، هي الإِسلام المعبر عنه آنفًا بالصراط المستقيم، والمقصود بها: العقائد وأصول شريعته، فمحمد ﷺ مأمور باتباعها دون فروعها فإنها خاصة بأمة أبراهيم ﵇، وكل رسالة تشترك غيرها في العقائد والأصول العامة، وتختص بفروع من الشريعة تناسب عصرها واستعدادها. وذلك هو المقصُود بقوله تعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ (١).
وقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ تكرير لما سبق من قوله: ﴿وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ لزيادة التوكيد والتقرير. ولتنزيهه ﵇ عما. كانوا عليه من عقائد الشرك والضلال المبين.
كان اليهود يزعمون أنَّ تعظيم يوم السبت والتخلي للعبادة فيه من شعائر ملة إِبراهيم ﵇، وأَنه كان من المحافظين عليه - فكذبهم الله تعالى، وبين أَنه لم يشرع ذلك