ومعلوم أَن هذه الآية في كل مرة قد جاءَت مهددة ومنذرة من ذنب وجرم غير الذي جاءَت به في أَي من المواضع الأُخرى.
وجاءَ في تفسير الإِمام القرطبي عند تفسير هذه الآية:(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) ما نصه: وكرره في هذه السورة عند كل آية لمن كذَّب؛ لأَنه قسمه بينهم على قدر تكذيبهم، فإِن لكل مكذب بشيءٍ عذابًا سوى تكذيبه بشيء آخر، وربَّ شيءٍ كذَّب به هو أَعظم جرمًا من تكذيبه بغيره لأنه أقبح في تكذيبه وأَعظم في الرد على الله، فإِنما يقسم له من الويل على قدر ذلك وعلى قدر وفاقه وهو قوله:(جَزَاءَ وِفَاقًا) أهـ.
وروى عن النبي ﷺ أَنه قال:"عُرِضَتْ عَلَيَّ جهنم فلم أَر فيها واديًا أَعظم من الويل" وعلى كل حال فمآل الكافرين الهوان والعذاب والثبور والهلاك.
(أَلَمْ): هذا استفهام عن انتفاء إِهلاك الله للمجرمين، جاءَ على وجه الإِنكار، فأَفادَ إِثبات الإِهلاك وإِيجابه، فكان معناه: أَهلكنا الأَولين. وقال الراغب:(لم) نفيٌ للماضي وإِن كان يدخل على الفعل المستقبل، ويدخل عليه أَلف الاستفهام للتقرير.