﴿بِالْبُشْرَى﴾: بالخبر السار. ﴿حَنِيذٍ﴾: سمين أَو مشوى بالدس في النار كما قال ابن عباس، وفسَّره مجاهد بالمطبوخ، وهو أَعم. والعجل ولد البقر. ﴿نَكِرَهُمْ﴾: جَهلَهُمْ ووجدهم على غير ما يعْهد. ﴿وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً﴾: استشعر من جهتهم شيئا يخافه، أَو أَخفى وأَضمر خوفا منهم.
في هذه الآية وما بعدها ذكر طرف من قصة إبراهيم، كالتمهيد للحديث عن قصة لوط ﵉.
والمعنى: ولقد جاءَت رسلنا من الملائكة إلى إبراهيم يبشِّرونه بما يسرُّه، قائلين له في أول لقائهم له: ﴿سَلَامًا﴾ أَي نسلم عليك سلاما.
وهزَّت إبراهيم سجية الجود والكرم فأَشرع بتقديم الطعام، وذلك قوله تعالى:
﴿فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ﴾: أي فلم يتأَخر إبراهيم ﵇ في مجيئه بعجل سمين مشوى إلى أضيافه ليأْكلوا منه، بل جاءَ به على عجل كاملا - وإن كان يكفيهم بعضه - مبالغة في إكرامهم ..