مسوق لبيان ما أُجمل فيما سبق من أحوال الرياح، أي: أنه - سبحانه - يرسلها، فتنشر السحاب، وتدفعه بقوة، وينميه الله ويجعل من القليل كثيرا حتى يملأ أرجاء الأُفق، ينشره - سبحانه - وفق مشيئته هنا وهناك، سائرًا أو واقفًا، مُطْبقًا من جانب وغير مطبق من جانب آخر، أو مطبقا إطباقًا تامًّا، ويجعله تارة أخرى قطعًا متفرقة غير منبسطة، فترى المطر يخرج من وسط السحاب، في حالتي البسط والتقطُّع، فإذا أنزله الله على بلاد من يشاء من عباده وأراضيهم استبشروا فجأة بمجيء الخصب لحاجتهم إليه، وترقبهم له، وكان شأنهم قبل تنزيله ما حكاه الله بقوله:
أي: وإن كان هؤلاء قبل أن يصيبهم المطر قَنِطِينَ مكتئبين، قد ظهر الحزن عليهم ظهورًا بالغًا لاحتباس المطر عنهم.
وكرر لفظ: ﴿مِنْ قَبْلِ﴾ للتأْكيد، وأفاد التكرير - كما قال ابن عطية - سرعة تقلب البَشَر من الإبلاس إلى الاستبشار، وذلك أن قوله - سبحانه -: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ