أراد إبليس اللعين أن لا يموت؛ بأن يبقى حيًّا إلى يوم البعث، فلم يجبه الله إلى ذلك، وأخره إلى الوقت المعلوم لله - تعالى - وحده، وهو يوم يموت الخلق فيه، فأخر إليه تهاونا به، وإمهالًا له. والمعنى: قال إبليس: رب فأخرنى إلى يوم يبعث فيه الخلائق للحساب والجزاء، يريد بذلك الحصول على وعد ببقائه دون أن يلحقه الموت الذي قضى به على سواه، قال الله له: إنك من جملة المؤخرين الذين قضيت أزلا بتأخير موتهم إلى يوم الوقت المعلوم لي وحدى، لحكمة أردتها، وهذا اليوم هو يوم النفخة الأولى التي يصعق فيها الخلائق.
قال إبليس لما سمع وعيده باللعنة إلى يوم الدين: إذا كان عقابي ما ذكر فبسلطانك وقهرك لأُزينن المعاصي لآدم وذريته أجمعين، إلاَّ عبادك منهم الذين أخلصتهم لطاعتك، وعصمتهم من الغواية، فلن يتأثروا بغوايتي.