والمعنى: أجَهلَ أهل مكة وغفلوا ولم يعلموا بالمشاهدة أنّا جعلنا مكة بلدهم حرمًا ممنوعًا مصونًا يقرون فيه، ويأمنون على أنفسهم من القتل، وعلى أموالهم من النهب، والناس حولهم من العرب يُتخطفون قتلًا وسبيًا، ويُخلتسون سلبًا ونهبًا، إذ كان العرب من كل مكان، وفي كل موقع - غير مكة - في تقاتل وتغالب، وتغاور وتناهب، أفيتفق منهم مع هذه النعم التي يعيشون فيها أن يؤمنوا بالأصنام فيعبدوها من دون الله، أو بالشيطان فيستجيبوا لوسوسته وإغرائه، وبنعمة الله التي يعيشون، يها وينعمون بها، المتمثلة في تسخير الأكوان، وإجراء الأرزاق، ودفع المكاره والأخطار - أفبهذا كله - هم يكفرون ويجحدون، وهي المستوجبة للشكر وصدق الإيمان.
ينتهى بهذه الآية الحديث عن المشركين في هذه السورة، وهي تسجل عليهم مجاوزتهم الحد في ادعائهم الشريك الله، وتنعى عديهم تكذيبهم الرسول، كما تتوعدهم سوء العاقبة بالخلود في جهنم.
والمعنى: وأي إنسان أشد ظلمًا لنفسه ممن اختلق على الله كذبًا، فادعى له شريكًا مع وضوح الدلالة على وحدانيته - وتوافر الشواهد على ألوهيته، وجاوز الحدود في الظلم بتكذيب