للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ﴾: إن الشيطان يفسد بين الناس، ويثير بينهم العداوة والبغضاء ويبث فيهم الأحقاد والضغائن، فيمزق شملهم ويفرق كلمتهم، ويهدم وحدتهم، أو يغريهم بالكفر والإلحاد وارتكاب الشرور رالآثام، فلهذا ينبغي أَن يعالجوا بالكلمة التي هي أحسن.

﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا﴾ أي إن الشيطان كان عدوا للإنسان واضح العداوة منذ أغوى أَباهم آدم وأخرجه من الجنة، فعليهم أَن يتغلبوا على إغوائه بالتزام الكلمة الطيبة والقول الحسن، ليردوه عن متابعة وسوسته وإغوائه، فإنه يزين القبيح للإنسان ويجلوة أمامه في صورة حسنة، فيدفعه إليه دفعا، ويقبح له الحسن فينفره منه تنفيرا.

﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا (٥٤) وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا﴾

[المفردات]

﴿وَكِيلًا﴾: كفيلا.

﴿زَبُورًا﴾: الزبور هو الكتاب المنزل على نبي الله داود ، وهو كتاب ليس فيه تشريع، وإنما هو دعاء وتحميد. وتمجيد.

[التفسير]

٥٤ - ﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ﴾:

بعد أن بين الله أحوال الكافرين، ودعا المؤمنين إلى التزام القول الحسن وحذرهم من إغواء الشيطان، خاطب المكلفين جميعا بأنه مطلع على أعمالهم وأَقوالهم ونياتهم، فإن يشأ