إن الله ﷾ ذكر في السورة السابقة (سورة النصر) أن ثواب الطاعة هو حصول النصر والاستعلاء في الدنيا، والثواب الجزيل في الآخرة، وهنا في سورة المسد ذكر أن عاقبة العاصي الخسار في الدنيا والعقاب في الآخرة، وسورة النصر من آخر ما نزل بالمدينة، و (سورة تبت) من أول ما نزل بمكة، وهذا يدل على أن ترتيب السور على ما جاء في المصحف الشريف بأمر الله ﷿.
[مقاصد السورة]
١ - بُدئت السورة الكريمة بالإِخبار بهلاك أبي لهب، وعدم إغناء شيء عنه من ماله أو ولده أو جاهه، وتوعدته بأنه سيلقى في الآخرة نارًا ذات لهب (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ).
٢ - ثم ذكر السورة أن زوجته ستكون معه في النار، وخصها الله بنوع من العذاب. وهو ما يكون حول عنقها من حبل تجذب منه في النار، وتعرف به يوم القيامة؛ لما كانت عليه من إيذاء للرسول وأصحابه، ومحاربة لدعوته، وهكذا شاركت زوجها في الكيد لدين الله والصد عن سبيله في الدنيا، فشاركته في عذاب جهنم يوم القيامة.