للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿وَيَذَرُهُمْ في طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾: أَي ويتركهم في تجبرهم الذي جاوزوا به حدود الله التي بينها لعباده وأَرشدهم إِلى الوقوف عندها - يعمهون - يتحيرون ويتخبطون في ظلمات البغى والضلال ﴿وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ﴾.

﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ في السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (١٨٧)﴾.

[المفردات]

﴿السَّاعَةِ﴾: المراد بها هنا يوم القيامة وقد يراد بها لغة جزء من الزمن.

﴿أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾: أَي متى حصولها. أَو متى وقوعها؟ ﴿لَا يُجَلِّيهَا﴾: لا يظهرها ويكشفها على وجه التحديد.

﴿ثَقُلَتْ في السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾: عظم أَمرها على أَهل السموات والأَرض لما فيها من الأَهوال.

﴿بَغْتَةً﴾: فجأَة.

﴿حَفِيٌّ عَنْهَا﴾: بالغ العلم بها.

[التفسير]

بعد أَن تحدث القرآن الكريم في الآيات السابقة عن المهتدين والضالين، تحدث عن الساعة التي هي مبدأ القيامة، وبعدها يكون الثواب والعقاب فقال تعالى:

١٨٧ - ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا .... ﴾ الآية: أَي يسأَلك الناِس يا محمَّد عن وقت مجئ الساعة التي يموت فيها الناس جميعًا استبعادا لحصولها وتكذيبا لوقوعها إِن كان السؤال من المشركين أَو اختبارًا لصدق نبوتك إِن كان السؤال من جهة أَهل الكتاب، ﴿أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾ أَي متى يكون مجيئها وثبوتها.