﴿وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾: أي ويمنعون الناس عن طريق الإِسلام، لأَن الصد: المنع. والسبيل: الطريق. ﴿وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾: يراد به المسجد نفسه، وقيل: الحرم كله ومنه مكة. ﴿الْعَاكِفُ فِيهِ﴾: أَي المقيم فيه الملازم له، وفعله من باب: قعد وضرب. ﴿وَالْبَادِ﴾: الطارئِ عليه من سكان البادية وغيرها. ﴿وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ﴾: الإِلحاد في اللغة؛ الميل عن القصد، أَي: ومن يرد فيه مرَادًا مائلا عن القصد والاستقامة، بسبب ظلمه.
نزلت هذه الآية - على ما روى عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما - في أَبي سفيان بن حرب وأَصحابه حين صدوا رسول الله ﷺ ومن معه من المسلمين عام الحديبية عن المسجد الحرام، فَكره ﵊ أَن يحاربهم وكان محرما بعمرة، ثم صالحوه على أَن يعود في العام القابل.
وكان نزول الآية وعيدًا لهؤُلاءِ المشركين من قريش ومن والاهم، حيث بالغوا في الظلم والطغيان بسبب كفرهم وما صاحبه من الصد عن الإسلام وعن المسجد الحرام ذاته أَو عن الحرم كله ومنه مكة، وقد صُد عنه النبي وأَصحابه وكانوا بالحديبية وعُبِّر عن الحرم بالمسجد الحرام لأَنه المهم المقصود.