عنها بالرواسي في كثير من آيات التنزيل ليس لأَن الرسو المنسوب إِليها من مقتضيات ذواتها، بل هو بإِرسائه ﷿ ولولاه لما ثبتت في أَنفسها فضلا عن إِثباتها للأَرض:
٣٣ - (مَتَاعًا لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ):
أَي: فعل -سبحانه- ذلك كله ليتمتع به الناس والأَنعام، حيث إِن فائدة البسط والتمهيد، وإِخراج الماء والمرعى واصلة إِليهم، وعائدة عليهم وعلى أَنعامهم.
وحاصل المعنى: أَفلا يكون خالقكم وواهبكم ما به تَحْيَوْن، ورافع السماءِ فوقكم وباسط الأَرض تحتكم قادرًا على بعثكم؟! وهل يليق به -سبحانه- أَن يترككم سُدى بغير حساب وجزاءٍ بعد أَن دبركم هذا التدبير ووفر لكم ذلك الخير الكثير، وهو لا يصعب عليه بعثكم - كما تزعمون- بعد أَن شاهدتم الأَعاجيب التي أَوجدتها قدرة القادر العظيم؟!