أَي فجازاهم الله وكافأهم - بسبب قولهم: ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين - وأَسعدهم بما أعد لهم من جنات، وصفها الله تعالى، بأن الأنهار تجرى من تحت قصورها وأشجارها، كما وصفهم بالخلود والبقاء في نعيمها فلا يزول عنهم النعيم ولا يفارقونه.
وقد رتب الله تعالى الجزاء المذكور، على قولهم: ﴿رَبنَا آمَنا﴾ وما اقترن به، مما يدل على كمال الإِخلاص: من بكائهم عند سماع القرآن، وقولهم: ﴿فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (٨٣) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ … ﴾. إلخ.
ثم ختم الله الآية بقوله:
﴿وذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ﴾: ليبين أن هذا الجزاء الكريم، ليس قاصرا على من نزلت الآية بسببهم، بل هو يعمُّ كلَّ من أحسن إحسانهم.
في هذه الآية، يبين الله تعالى، سوء مصير الكافرين، بعد بيان حسن مصير المؤْمنين وبضدها تتميز الأشياءُ.
والمعنى: والذين كفروا - من اليهود والنصارى والمشركين ومن لا دين لهم - ودأبو على التكذيب عنادا واستكبارا، بعدما وضح الحق، وقامت الأدلة والحجج على صدق الرسول محمَّد ﷺ.
﴿أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾:
أي أولئك هم أصحاب النار وسُكَّانها المقيمون بها لا يبرحونها.