للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والدنيوية لا تنفك عنه البركة ولا يزايله الخير، أنزلناه إليك ليتفكر هؤُلاء وغيرهم في آياته، وما تشتمل عليه من أمر ونهي، وإرشاد وهداية، وقصص حق، ووعد ووعيد إنهم لو تدبروا لوقفوا على ما فيها من المعانى الفائقة، والتأويلات اللائقة، والدلالات الواضحة، ويتعظ ذوو العقول الزاكية الخالصة من شوائب الزيغ والضلال.

فلو تفكر هؤلاء وتذكروا أو استحضروا ما هو مغروس في فطرهم لعلموا أن البعث والحساب والجزاء حق، ولكنهم غفلوا وعموا وصموا.

وفي الآية تعريض بأن هؤلاء الكفرة ليسوا من أهل التدبير ولا من أهل العقول.

﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (٣١) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (٣٢) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ﴾

المفرادات:

﴿وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ﴾: أعطيناه ومنحناه إياه.

﴿نِعْمَ الْعَبْدُ﴾: كلمة ﴿نِعْمَ﴾ تدل على المدح والثناء.

﴿أَوَّابٌ﴾: رجَّاع، أي: كثير الرجوج بالتوبة إلى الله، أو كثير الرجوع إلى تسبيح الله.

﴿بِالْعَشِيِّ﴾ العشي: من زوال الشمس عن كبد السماء إلى آخر النهار، وقيل إلى آخر الليل.