والتى تليها عقبهما، لتجهيل من يجادل في الله وقدرته على بعث الناس وحسابهم، وتحذير الناس من سوء عاقبة الذين يتبعونه ويقتدون به، وقد نزلت الآيتان في النضر بن الحارث فقد أَخرج ابن أَبي حاتم عن أَبي مالك ﵁(أَنه كان جَدِلًا يقول: الملائكة بنات الله، والقرآن أَساطير الأَولين، والله لا يقدر على إحياءِ من بَلِىَ وصار ترابًا).
والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالنص الكريم في هذه الآية والتى تليها يتناول كل من يتبع أَئمة الضلال، فيجادل في شئون الله بغير علم.
والمعنى: ومن الناس من يخاصم ويدافع في شئون الله تعالى بجهالة، فلا يرجع في مزاعمه إِلى برهان عقلى أَو دليل نقلى، كهذا الذي ينكر البعث والنشور ويستبعده على الله الذي خلقنا أَول مرة، وخلق الأَرض والسموات العلى، وكالذى ينسب إلى الله البنين والبنات في حين أَنه تعالى ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ وكالذى ينكر معجزة القرآن دون حجة أَو برهان، وهو في ذلك وأَمثاله يتبع كل شيطان مريد متجرد للفساد عَرِيًّ عن الخير والحق، من شياطين الجن أَو من شياطين الإِنس وقد عقَّب الله هذه الآية ببيان مصير أُولئك المتبعين لأَئمة الضلال فقال:
أَي قضى الله على الشيطان المريد من أَئمة الضلال أَنه من اتبعه وسلك سبيله، فشأْنه أَنه: يضله عن سواءِ السبيل في دنياه، بتحسين البدع والمنكرات، وتزيين المحرمات وفاسد المعتقدات ويسوقه باتباعه في ذلك إِلى عذاب السعير في أُخراه، فعلى العاقل أَن ينظر في العواقب، فلا يجعل نفسه تابعا لذى رأْى فاسد، ومذهب ملحد لينجو من سوء المصير.