أَي فجاءَ من بعد هؤلاء الأنبياء وهم المثل العليا في التقوى والصلاح والمحافظة على أداه الصلاة في أوقاتها تامة الأركان حافلة بالخشوع والخضوع - جاءَ عن بعدهم طائفة مفطورة على الشر مستمسكة به بعيدة عن التقوى والصلاح، متهاونة في أداء الصلاة في أوقاتها أو تاركة لها أو لبعض أركانها، أو مغيرة لصورتها المشروعة، واتبعوا في دينهم وسلوكهم شهواتهم.
﴿فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا﴾: فسوف يجدون في الآخرة، ضلالًا عن طريق الجنة، وعذابًا سيئًا في جهنم ﴿كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ﴾ ثم فتح باب الأمل للتائبين فقال سبحانه:
أي أن الذين خلفوا الأنبياء بما يناقض عقائدهم وأَعمالهم سيلقون جزاء انحرافهم غيًّا أي ضلالًا وسوء عاقبة، لكن من رجع إلى الله وتاب عن غوايته وأَناب إلى ربه وآمن به إيمانًا صادقًا وعمل عملًا صالحًا فأولئك التائبون المؤمنون الصالحون يدخلهم الله الجنة ولا يعاقبهم بما أسرفوا علي أنفسهم فإن الإيمان الصادق يَجُبُّ ما قبله من السيئاتِ، والتوبة تمحو الحوْبة، ورحمة ربي وسعت كل شيء، قال تعالى: ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥٣) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾ (١).