يطلق على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، وقد انقلبت حين ألقاها موسى ﵇ ثعبانا عظيمًا، كما يفصح عنه قوله تعالى: ﴿فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ﴾ (١).
وجاءَ تشبيهها بالجان من حيث الجلادة وسرعة الحركة في قوله تعالى في سورة النمل: ﴿فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾.
ولا منافاة بينهما، فإِن الجان ضرب قَويُّ من الحيات.
٢١ - ﴿قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ … ﴾ الآية.
لما انقلبت العصا، بقدرة الله تعالى ثعبانًا يمشي مسرعًا مضطربًا، خاف ﵇ ونفر وملكه ما يملك البشر عند مشاهدة الأهوال والمخاوف، فثبته ربه وقال له: ﴿خُذْهَا وَلَا تَخَفْ﴾ ثم زاده طمأنينة فقال له: ﴿سَنُعِيدُهَا﴾: أي نرجعها إِلى حالها الأُولى، التي كانت عليها.
وفي الآية عِدَة كريمة بإظهار معجزة أخرى على يده ﵇ هي إِعادة العصا إلى هيئتها الأُولى، وإِيذان بأنها مسخرة له، لئلا تعتريه شائبة زلزلة عند مجابهة السحرة.