المراد بهم الذين ثبتوا على الإِسلام، وصبروا على المكاره، وبذلوا أقصى الجَهد في طاعة الله، والجهاد في سبيله: لا يصرفهم عن ذلك صارف. أَي سيجزيهم الله - في الآخرة - الجزاءَ الأَوفى، الذي لا يعلم مقداره إلا الله تعالى. ولهم في الدنيا ما قسم لهم من خيرها ومتاعها، دون حرمان.
والآية: يجوز أن تكون خاصة بأَهل أُحد، وأن تكون عامة لهم ولغيرهم. وهو أَرجح. فإنها من القواعد العامة في الدين.
أَي فما فترت عزائمهم، ولا ضعفت قلوبهم، ولا اضطربت نفوسهم بسبب ما أُصييوا به -أثناءَ القتال- من جراحات، وقتل، وآلام، وما كانوا يعانون من متاعب ومشاق.
﴿وَمَا ضَعُفُوا﴾:
عن لقاءِ الأعداءِ وجهادهم، وما شكَّوا في صدق رسلهم.
﴿وَمَا اسْتَكَانُوا﴾:
أي وما ذلوا للعدو، ولا استسلموا لإِرادته: يفعل بهم ما يشاءُ، ويقضي في شأنهم بما يريد.
وفي هذه الآية أيضًا: لَوْمٌ لمن خارت عزائمهم من المسلمين يوم أُحد، عند تَغلُّب الكفار عليهم، والإِرجاف بقتل الرسول ﷺ، وتقريعٌ لمن استكانوا حين أرادوا الاستعانة بابن أُبي -رأس المنافقين- في طلب الأمان من أَبي سفيان.
﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾:
أي والله يرضى عن الصابرين، في البأساءِ والضراءِ، وحين البأس.