لما سمع أَتباع موسى ﵇، وعيد فرعون وتهديده الذي مر بيانه، ملأ الخوف والفزع قلوبهم فدعاهم إِلى الاستعانة بالله وأَمرهم بالصبر ووعدهم النصر كما حكاه القرآن الكريم في هذه الآية.
والمعنى: قال موسى ﵇ للمؤمنين به تثبيتًا لقلوبهم وتسلية لهم اطلبوا العون من الله فإِنه وحده القادر على إهلاك أَعدائكم الطغاة الظالمين، واثبتوا على الإِيمان والطاعة واصبروا على أذى فرعون وقومه ولا تجزعوا.
أي: اصبروا ولا تجزعوا لأَن الأَرض ملك خالص لله وحده وفي قبضته. يمنح الحكم فيها من يشاء من عباده، فلا تجزعوا لوعيده، فسوف ينجيكم الله بنزع الملك منه، وتوريث الأَرض لمن يشاء توريثه إِياها من عباده، والعاقبة الحميدة لمن يتقى الله. وستكون لكم هذه العاقبة بالنجاة، وسيأْتى الحديث عن عاقبتهم.
وفي حزن عميق ومسكنة شديدة رد بنو إسرائيل على موسى فيما حكاه القرآن عنهم في قوله تعالى:
أَي قال بنو إسرائيل لموسى ﵇ أُوذينا من فرعون وقومه من قبل أَن تأْتينا برسالتك - أُوذينا - بقتل أَبنائنا وبسائر انواع العذاب والاضطهاد، وأُوذينا من بعد ما جئتنا رسولا بكل أَلوان الظلم والجور والاستعباد مع توعده لنا بمزيد من قتل الأَبناء واستبقاءِ النساءِ أَحياء مبالغة في إِذلالنا، ونكاية فيك يا موسى.