أَي: اللَّهو بها عن ذكر الله (فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ) أَي: فهؤلاء هم الذين أَوغلوا في الضياع وتناهوا في الخسران حتى كأَنه لا خسران إِلا فيهم وذلك لأَنهم باعوا العظيم الباقي بالحقير الفاني.
بعد أَن نهى الله المؤمنين عن التلهي والاغترار بالمال والولد أَمرهم - جل شأنه - أن يتحلوا ويتزينوا بالطاعة وذلك بإِنفاق بعض ما أَفاءَ الله عليهم ورزقهم به في سبيله - سبحانه - فكان الأَمر - كما يقولون - التخلية قبل التحلية أَي: التبري والتطهر من الذنب أَولًا ثم فعل الطاعات بعد ذلك على نقاءِ قلب وطهارة سريرة؛ ليكون ذلك أَرجى في القبول لدى الله، أَي: ابذلوا وأَعطوا من أَموالكم قبل أَن يشارف أَحدكم الموت ويرى دلائله وأَماراته فيكون منه أَن يتمنى أَن يرجيء الله أَجله ويؤخر حيْنَهُ إِلى أَمد قريب وأَجل قصير كي يتصدق، ويكون من الصالحين الأَتقياء.
وعن ابن عباس: تصدقوا قبل أَن ينزل عليكم سلطان الموت فلا تقبل توبة ولا ينفع عمل.