للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَيُقَالُ لَهُ: انْظُر إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ فَيَراهُمَا جَمِيعًا، وَيُفْتَحُ لَهُ مِنْ قَبْرِهِ إِلَيْهِ؛ وَأَمَّا الكَافِرُ أَو المُنَافِقُ فَيَقُولَ: لَا أدْرِى كُنْتُ أَقُولُ كَمَا يَقُولُ النَّاسُ فَيُقَالُ: لَا دَرَيتَ ولَا تَليْتَ (١). ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَقَةٍ مِن حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَينَ أذُنَيْهِ فَيَصِيح صَيْحَةً فَيَسْمَعُهَا مَنَ يَلِيهِ إِلَا الثَّقَلَيْنِ (٢) ". أخرجه الشيخان وغيرهما.

(وَيُضِلُّ اللهُ الظالِمِينَ): أَي يتخلى اللهُ سبحانه عن الكافرين الظالمين لأَنفسهم فيخذلهم ولا يعينهم، لإِصرارهم على الكفر والضلال، حيث بدلوا فطرة الله التي فطر الناس عليها، فلم يهتدوا إلى القول الثابت الذي ثَبَّت الله به المؤمنين في الدنيا والآخرة.

ويجوز أَن يكون المعنى أَنه تعالى يصرفهم عن الحجة يوم القيامة، فلا يستطيعون الدفاع عن كفرهم ومعاصيهم. والمقصود إِنه لا حجة لهم على ما اقترفوه من الكفر والمعاصي.

(وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ): أَي يفعل الله جلت حكمته ما يريد من تثبيت أَهل الإِيمان ومثوبتهم، وخذلان أَهل الكفر وعقابهم، فله الحجة البالغة. وفي إِظهار الاسم الجليل في الموضعين من الفخامة وتربية المهابة ما لا يخفى.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (٢٨) جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (٢٩) وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (٣٠) قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ (٣١)}


(١) الأصل: ولا تلوت، وقلبت الواو ياء للازدواج والمناسبة لما قبلها.
(٢) الإنس والجن، والحكمة في عدم سماعهما الامتحان والابتلاء، إذ لو سمعا لكان الإيمان منها ضروريا.

<<  <  ج: ص:  >  >>