للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٦٣ - ﴿فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾:

أَي فلما عادوا إِلى أَبيهم من مصر بمتاعهم، قالوا قبل أَن يشتغلوا بفتح المتاع: يا أَبانا مَنَعَ مِنَّا العزيز أن نكتال الطعام من عنده بعد هذه المرة حتى نأْتيه بأَخ لنا من أَبينا، ولما حكوا لأَبيهم القصة التي اقتضت أَن يطلب منهم العزيز هذا الطلب قالوا لأَبيهم: فأَرسل معنا أَخانا بنيامين إِلى مصر نكتل بسببه الطعام كما قال العزيز. وإنا له لحافظون من أَن يصيبه مكروه.

٦٤ - (قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ):

أَي لم يحدث منكم ما يقتضي الاطمئنان على وعودكم، فقد وعدتمونى من قبل بالمحافظة على أَخيه يوسف وجئتمونى بدونه وزعمتم أَن الذئب أكله: فهل آمنكم على بنيامين إلا بالصورة التي أَمنتكم بها على أَخيه. دون أَي يتغير حالكم، ويدعونى إلى الاطمئنان لوعودكم.

(فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ):

أَي فالله خير منكم ومن سواكم حافظًا، وهو أَرحم الراحمين، فلذا أَكِل أَمر حفظه إِلى فضله ورحمته سبحانه، ولا أَعتمد في ذلك عليكم فقد حربتكم فما وجدت فيكم وفاءً بوعد، ولا حفظًا لعهد.