للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ﴾: أَي إن هذا الذي بشرتم به من حصول الولد من شيخين مثلنا يثير في النفس التعجب، فقد جرت سنة الله في عباده أَن يكون إِنجاب الأَولاد في زمن الصحة والقوة ووجود الطمث غالبا - والطمث الحيض - ولم يكن تعجب زوجة إِبراهيم استبعادًا لحدوث ذلك بالنسبة لقدرة الله - تعالى - وإنما كان استعظامًا لحصول تلك النعمة في غير أَوانها المأْلوف.

٧٣ - ﴿قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾:

أَي قالت الملائكة منكرين عليها تعجبها ودهشتها من حصول ذلك، وكان عليها أَن تتريث حتى تتحقق البشارة، فإنه لا عجيب على قدرة الله ، وكأنهم قالوا لها: لا تعجبى مما قدره الله وأَراده على خلاف ما جرت به سنته الغالبة في خلقه، فإن خوارق العادات بالنسبة لآل بيت النبوة ومهبط المعجزات وتخصيصهم بمزيد من النعم والكرامات ليس ببدع ولا غريب كما يؤذن به قوله تعالى:

﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾:

أي رحمة الله التي وسعتكم بكل خيراتها، وبركاته التامة المتكاثرة تفيض عليكم يا أهل بيت النبوة، ومن تلك الرحمات وهذه البركات هبة الأَولاد في غير أَوانهم المعتاد.

﴿إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾:

أي إنه سبحانه يستحق الحمد لذاته، يصدر عنه ما يستوجب حمده من عباده، كثير الخير والإحسان، رفيع الشأْن، متصف بأَعظم صفات المجد.