للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا﴾:

هذا بيان للمسارعين في الكفر، وأَنهم فريقان: منافقون، ويهود.

فالمنافقون: هم الذين تفوَّهوا بكلمة الإيمان، من غير أن تلتفت إليها قلوبهم، ولم يتأثر بها باطنهم … والفريق الثاني: هم اليهود … والفريقان:

﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ﴾:

هذا الوصف يعود إِلى الفريقين، أو إِلى اليهود خاصة. أي الذين يسارعون في الكفر هم سماعون للكذب، أي كثيرو السماع للكذب من أحبارهم ورؤسائهم، الذين يلقون إليهم أكاذيب اخترعوها، وأباطيل افْتَروْها.

﴿سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ﴾:

أَي: كما أنهم سماعون للكذب من أَحبارهم ورؤَسائهم، فهم - أيضًا - سماعون منك لأجل قرم آخرين هم رؤَساؤُهم. فقد بعث بهم الرؤَساءُ إلى الرسول ليعرفوا ما عنده من حكم الزاني المحصن. وقالوا لهم: اذهبوا إِلى محمَّد. فإن أفتاكم بعقوبة غير الرجم، قبلناها، وكانت حجتنا عند الله. وقلنا هي: فتيا نبي من أنبيائك. وإِن أفتى بالرجم، فلا تتبعوه ولا تستمعوا لكلامه.

﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ﴾:

صفة أخرى (لِقَوْمٍ) أي أنهم يميلون بالتوراة، وَيُؤَؤلُونَ الكلامَ الواردَ فيها على غير تأويله.

﴿يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا﴾:

أي يقُولُون لاتباعهم السماعين لهم - عند إلقائهم إليهم الأقاويل الباطلة -:

﴿إنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ﴾: أَي إِن أفتاكم محمَّد بما تريدون - وهو الجلد - فخذوه، واعملوا بموجبه.