للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

٣ - وصنف المشركين: الشاكين في البعث وفي شفاعة الأَصنام لهم.

فشك هذه الأصناف الثلاثة في شفاعة هؤلاء الشفعاء، يجعلهم إذا سمعوا الإنذار يخافون سوءَ العاقبة يقدرون في نفوسهم ما جاءَ به الرسول. فيفكرون فيما يقول. وربما هداهم التفكير إلى الحق، فآمنوا.

أما المنكرون للحشر إِنكارا تاما، والقائلون به: القاطعون بشفاعة آبائهم أَو أصنامهم فهؤلاءِ لا يؤمنون - ولو جاءتهم كل آية - حتى يَرَوُا العذابَ الأليم. كما جاءَ في قوله تعالى: "إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون. ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم" (١)

وقد مرت الإشارة إلى ذلك قريبا.

ولكون موقفهم من الرسالة ما ذكر، مِنَ الرسول بالاهتمام بهذه الطوائف، التي تخاف الحشر إلى ربها - دون شفيع - لعلهم يتذكرون.

ويستلزم أمر الرسول بالاهتمام بهم، أَلاَّ يكترثَ بمن عداهم، من الصُّم البُكْم: الذين لا يعقلون ولا يهتدون.

﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (٥٢) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (٥٣)


(١) يونس، الآيتان: ٩٧،٩٦