الأَعقاب: جمع عقب وهو مؤخر الرِّجْل. والرجوع على الأَعقاب؛ هو الرجوع إلى الوراءِ؛ إِدبارا بغير رؤية موضع القدم. جُعِلَ هذا في الآية، مثَلًا للعودة إلى الشرك بعد الإِيمان، ففي كليهما ذهَابٌ بلا علم، وتعرضٌ للخطر.
قال العلامة أبو السعود:"والتعبير عن الرجوع إِلى الشرك بالرد على الأَعقاب، لزيادة تقبيحه. بتصويره بصورة ما هو عَلَم في القبح" إِ هـ.
ومعنى هذه الجملة مع ما قبلها: كيف يليق بنا أَن نعبد غير الله: ما لا ينفع ولا يضر وأَن نرتد - بإِغوائكم - إلى الشِّرْك بعد إِذ هدانا الله إِلى توحيده وطاعته. ونكونَ بذلك الارتداد:
أَي: أَن مثلنا في الإعراض عن الهُدَى والتخبط في الضلال كمثل الذي ذهبت الشياطين بهواه وعقله: وأَضلته عن سواءِ السبيل الموصل إِلى المقصد السديد: فأَمسى حيرانَ: لا يدرى كيف ينجو من المهالك. ويصلُ إِلى غايته؟! له رفاقٌ لم يستجيبوا إلى استهواء الشياطين، بل ثبتوا على الطريق المستقيم الهادي إلى الخير، وجعلوا يدعونه إليه، يقولون له: ائتنا لتسلم من متاهات الأَرض التي ضللت فيها؟!.
قل أَيها الرسول. لدعاة الضلال: إِن هدى الله - وهو الإِسلام - هو الطريق الهادي إلى السلامة في الدنيا والآخرة. وما عداه فهو الضلال المبين، وأُمرنا باتِّباع هداه، لنخضعَ بذلك، ونذعِنَ لرب العالمين.