للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

﴿إن تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظنَّ وإنْ أَنتُمْ إلاَّ تَخْرُصُونَ﴾:

أَي: ما تتبعون - فيما ذهبتم إليه من باطل - إلا الظن الذي لا يغنى من الحق شيئا … وما أَنتم إلا تُقدِّرون تقديرا خاطئا، وتكذِبون، إِظهارا للباطل، وإخفاءً للحق الواضح، وهو أنه ليس لديكم ما يصح الاعتماد عليه، والتمسك به.

١٤٩ - ﴿قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾:

أَي: قل لهم يا محمَّد، إن فقدتم كل حجة، ودليل على ما زعمتم، حيث لا حجة لكم .... فلله - وحده - الحجة البينة الواضحة، التي بلغت نهاية القوة، وقد لزمتكم بإرسال الرسل إليكم، وإِنزال الكتب عليكم، وقد بلَّغوكم.

﴿فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾:

أي: فلو شاءَ الله هدايتكم إلى الحق لوفَّقكم جميعًا إِلى اتباعه، لكنه - سبحانه - شاءَ الهداية للبعض فآمن، دون البعض.

١٥٠ - ﴿قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا … ﴾ الآية.

أي: قل لهم يا محمد، أَحضِرُوا من يشهد لكم ويعاونكم، في إثبات أَن الله حرم عليكم ما حرمتموه على أَنفسكم، وعلى أَزواجكم!!.

ولن يوجد لهم شاهد يشهد بحق وصدق على ذلك.

﴿فَإِنْ شَهِدُوا فَلَا تَشْهَدْ مَعَهُمْ﴾:

أي: فإن أَحضروا شهداءَهم المبطلين معهم، وشهدوا لهم، فلا تشهد معهم، ولا تقبل شهادتهم؛ لأَنها نتيجة اتباع الهوى.

﴿وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ﴾:

أى: ولا تتبع يا محمَّد، أهواء الذين اتصفوا بتكذيب آياتنا، وعدم الإِيمان بالبعث والجزاء.