للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والمراد. من نسخها على هذا: تغييرها بشريعة أخرى تأتى بعدها, أَو: الآية المعجزة. ونسخها: الإتيان بآية أخرى غيرها. وسيأتي بيان ذلك.

{أَوْ نُنسِهَا}:نُبحْ لكم تركها. من نسي: بمعنى ترك، دخلت علية الهمزة للتعدية.

قال أَبو على وغيره من أَئمة اللغة: هذا متجه؛ لأَنه بمعنى: نجعلك تتركها.

وقريء نَنْسَأْهَا -بفتح النون مهموزا، من نسأه: إذا أخره أَي: نؤَخر نزولها

عليكم {وَليّ}: من يلي أمرك أو يملكك. كالمولى

{نصير}: معين.

التفسير

١٠٦ - {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.

الربط:

جاءَ في الآية السابقة ما يفيد: أَن أهل الكتاب والمشركين، لا يودون أن ينزل الله على المسلمين- فى شخص الرسول- خيرا. أي: وحيا منه.

وكمان ذلك حسدًا منهم.

فاليهود كانوا يريدون الرسالة فيهم دون العرب؛ لانهم نشأوا في مهابط الوحي، والعرب أميون.

والمشركون كانوا يريدونها لرجل من القريتين عظيم، وقد أفحمهم الله بأَن هذا ليس من شأنهم، فالله يختص برحمته- أَي بنبوته- من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

لهذا ناسب أَن يذكر الله عقب ذلك حكمًا من أَحكام الوحى الذي اختص به رسوله - عليه السلام -، وهو النسخ: تقريرا له، وردا على الطاعنين في النسخ، الكارهين لنزول الوحي عليه - صلى الله عليه وسلم - وذلك قوله سبحانه: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ... }

وسبب النزول: أن اليهود قالوا - بعد تحويل القبلة من ببت المقدس إلى الكعبة - إن محمدا يأْمر أصحابه بشئ ثم يناهم عنه، فما كان هذا القرآن إلا من عند محمَّد. ولهذا ينافض بعضه بعضا.

قالوا ذلك: إنكارا للنسخ وكراهة للتحويل، إذ كانوا يأنسون بموافقته لهم في القبلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>