روى أَنهم كانوا يطوفون عراة رجالا ونساءً، مشبكين بين أَصابعهم، يصفرون فيها ويصفقون، فنزلت الآية لذلك، وعلى هذا تكون تسمية الطواف صلاة لأَنهم يفعلون ذلك عبادة وصلاة في زعمهم، أَو لعلَّهم كانوا يدعون الله - تعالى - أَثناء ذلك والدعاء يسمى في اللغة صلاة.
وروى أَنهم كانوا يفعلون ذلك عندما يصلى النبي ﷺ، يزعمون أَنهم يصلون، في حين أَنهم كانوا يزيدون بذلك أَن يخلطوا على الرسول صلاته، فنزلت الآية تحكى قبح ما صنعوا.
والمعنى:
وما كان دعاؤهم عند البيت الحرام، أَو ما يسمونه صلاة ويضعونه موضعها، إِلا صفيرا وتصفيقا، ومن كانوا كذلك فلا يصلحون لولاية أَمر البيت ولا يصح لهم أَن يصدُّوا ويمنعوا الناس عنه، إذ أَنهم لا يعرفون ما ينبغي في عبادة رب هذا البيت.
قيل: المراد بالعذاب القتلُ والأَسر يوم بدر، وقيل: عذاب الآخرة ويبدو من إطلاق العذاب، أَن الآية وعيد لهم بما يعمُّ عذاب الدنيا والآخرة، لا بأَحدهما.
والمعنى:
وحيث كانت صلاتكم عند البيت على هذه الصورة من الصفير والتصفيق فإنكم تستحقون عذاب الله، فذوقوا العذاب بسبب كفركم باللهِ وبما يجب له من الإِعظام والإِجلال، في العقيدة والعبادة.