﴿وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ﴾: أَي وأعرض هؤُلاءِ مدبرين عن طاعة الله، وشأْنهم دائما التولى والإِعراض عما يجب الاتجاه إِليه من مقاصد الخير، والإِقبال على صنائع المعروف.
أَي فجعل الله عقب بخلهم بما رزقهم الله إِياه من واسع فضله، نفاقا متمكنا فِي قلوبهم كالداءِ العضال، يظل فيها إِلى يوم يموتون ويلقون الله وهذا النفاق المتمكن:
﴿بِمَا أَخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ﴾: أَي بسبب أنهم لم يوفوا بما وعدوا الله به من التصدق على المستحقين حتى كأَنهم جعلوه خلف ظهورهم.
﴿وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ﴾: وكذلك بسبب استمرارهم على الكذب في جميع أَقوالهم، ومنها كذبهم فيما عاهدوا الله عليه.
أَى أَغاب عن علم هؤُلاءِ المنافقين الذين حنثوا في أيمانهم، ونقضوا ما عاهدوا الله عليه، أن الله يعلم ما يخفونه في صدورهم من النفاق، وما يجهر به بعضهم لبعض بعيدا عن المسلمين من الطعن فيما شرعه الله للناس، ومن ذلك طعنهم في الزكاة والصدقات بتسميتها جزية أَو أُختها.
﴿وَأَنَّ اللهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ﴾:
أَي وهل غاب عنهم أيضًا أن الله محيط علمه بكل ما يغيب عنهم وعن غيرهم فلا يخفى عليه شيء في الأَرض ولا في السماءِ، فكيف يتوهمون أنه تعالى يغيب عنه نفاقهم وسرهم ونجواهم.