للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(الْحَامِدُونَ): أَي الذين يحمدون الله تعالى في السراءِ والضراءِ وفي كل حال.

(السَّائِحُونَ): قال ابن مسعود هم الصائمون، لأن الصائم مستمر في طاعة الله والسائح مستمر في سياحته قال النبي : "السائحون هم الصائمون" (١).

وقيل: هم المهاجرون، وقيل: هم طلبة العلم، وقيل: هم السائحون في الأَرض المتنقلون فيها فإِن السياحة أَثرا عظيما في تهذيب النفوس، لأَنه قد يتعرض السائح للبؤس وللضراءِ، فلا بد له من الصبر، وقد يلقى في سياحته العلماءَ والصالحين فيستفيد علما وحسن سلوك، ويرى عجائب وآثار قدرة الله تعالى، فيصل من طريق ذلك إلى بذل الجهد في طاعة الله تعالى.

(الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ): يعنى المصلين، وعبر بالركوع والسجود عن الصلاة لأَن بهما تتميز الصلاة عن غيرها، ولأَنهما من أَهم أَركانها.

(الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ):

أَي الذين يأْمرون الناس بكل خير من إِيمان وطاعة ينهون الناس عن الشرك والمعاصي.

والأَمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، بهما صلاح الأُمة واستقامتها، فإِن ضاعا التبس الحلو بالمر، وضاعت أَخلاق الأُمة، وفسدت معايير الاستقامة فيها.

(وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ):

بالعمل بأَحكام الشريعة والوقوف عند أَوامر الله، والبعد عن نواهيه ويَحْمِلُ الناس على طاعة الله تعالى وأَدائها على الوجه الأَكمل.

(وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ):

أَي وأَخبرهم يا محمد بما يسرهم مما وعد الله به من دخول الجنة فإِنه تعالى واف لهم بما وعد. "وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ".


(١) أخرجه الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة ورمز له بالصحة.