للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

١١٥ - (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ):

والمعنى: ما صح وما استقام في حكم الله تعالى وحكمته أَن يقضى ويحكم على قوم بالضلال بعد أن هداهم للإِسلام، ووفقهم للإِيمان به وبرسوله ، حتى يبين لهم ما يجب اتقاؤه والبعد عنه من محظورات الدين، فلا ينزجروا عما نهوا عنه، وأَما قبل ذلك فلا يحكم عليهم بالضلال ولا يؤاخذون بفعله وكأَن هذه الآية تسلية للذين استغفروا للمشركين قبل ذلك، وفيه دليل على أَن الغافل الذي لم يبلغه الدليلُ السَّمْعِىُّ غير مكلف بما لا يستقل به العقل (١).

١١٦ - (إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ):

المعنى أنه تعالى وحده هو مالك السموات والأرض وما فيهما، خلقا وتدبيرا يحكم فيهما بما يشاءُ، يحيى من يشاءُ على الإِيمان ويميته عليه، ويحيى من يشاءُ على الكفر ويميته عليه، تبعا لحكمته وتطبيقا لسنته تعالى في الهداية والضلال والإِضلال.

(وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ):

والمعنى: وليس لكم أَيها المكلفون من غير الله وال يلى أُموركم ويدبر شئونكم، ولا نصير ينصركم على عدوكم ويعينكم عليه، فهو وحده نعم المولى ونعم النصير.


(١) انظر الآلوسى في تفسير هذه الآية.