والمعنى: وإِذا أَنزلنا عليك يا محمد أَية سورة من سور القرآن فمن المنافقين من يقول لإِخوانه تثبيتًا لهم على النفاق، أَيكم زادته هذه السورة إِيمانًا، ومنحته يقينًا، يريدون بذلك أَنها لم تؤثر فيهم ولم تنتزع الشك والكفر من نفوسهم.
هذا وما بعده جواب من جهته تعالى يبين به حال أَهل ايقين، وحال أُولئك المنافقين.
والمعنى: فأَما الذين آمنوا بقلوبهم، وصدقوا بالله ورسوله مخلصين، فقد زادتهم السورة يقينًا بتدبُّرِهم فيها، ووقوفهم على ما فيها من الحقائق، وانضمام إِيمانهم بما جاء فيها إلى إيمانهم السابق، وهم يسرون بنزولها وبما فيها من المنافع الدينية والدنيوية.
وأَما الذين في قلوبهم مرض من كفر وسوءِ عقيدة، فزادتهم السورة التي أَنزلناها كفرًا بها مضمومًا إلى كفرهم بغيرها، وعقائد باطلة وأَخلاقًا ذميمة، وماتوا وهم على هذه الحال المنكرة من الكفر والمفاسد.
المراد من فتنتهم كشف نفاقهم وفضيحتهم على رءُوس الأَشهاد، وكان ذلك مرة أَو مرتين في كل عام كالذى حدث في غزوة أُحد، حين رجعوا من الطريق وكالذى حدث في غزوة الخندق حين قالوا:"إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا".
وغير ذلك مما حدث منهم من المخالفات الخطيرة التي كشفها الله، وفضح فيها نفاقهم وكشف أَستارهم مرة بعد أُخرى.