وتفهم ما تقول؛ فإنها تؤَدى المعنى الذي يقصدونه بقولهم: ﴿رَاعنِا﴾ ولا يمكن اليهوه أن يحرفوها إلى سبه ﵇ والاستهزاء به.
وفي هذا تنبيه إلى أدب كريم، وهو: أن الإنسان يتجنب في مخاطبته - صلى الله عليه وسم- الأَلفاظ التى توهم جفاء أوتنقصنا. وإلى جانب ذلك، هو نهج قويم للخلق الإسلامي والإنساني.
﴿وَاسْمَعُوا﴾: أيها المؤمنون قوله ﷺ سماع قبول وامتثال، مع وعى قلبي، حتى تحفظوا ما يلقيه عليكم، ولا يفوتكم منه شئ.
﴿وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾: ولهؤلاء اليهود الذين كفروا برسالة محمَّد، وحرفوا الكلام عن مواضعه وآذوا الرسول ﷺ واسنهزأوا به، عذاب موجع فى نار جهنم.
وفي التعبير بقوله ﴿وَلِلْكَافِرِينَ﴾: بيان لأن ما صدر عنهم من سوء الأدب في خطاب الرسول- صلى الله علبه وسلم - هو أثر من آثار الكفر، وأنهم استحقوا هذا العذاب المقصور عليهم بسبب كفرهم.
لا يحب الكافرون من اليهود والنصارى، ولا المشركرن: أن ينزل الله عليكم -أيها المؤمنون-: شيئًا من الخير، وذلك لعداوتهم وحسدهم لكم، فهم لا يحبون لكم الخير.
وأَعظم الخيرات هو القرآن الكريم؛ لأنه الهداية العظمى إلى الصراط المستقيم.
وقد جمع. الله به شملكم، وأخرجكم به من الظلمات إلى النور، فكيف لا يحرق الحسد أكبادهم على إنعام الله عليكم بهده النعمة: وكذلك المشركون: يرون قى نتابع نزول القرآن، قوة للإسلام وتثبيتا: لدعائمه وأركانه. وهم يكرهون ذلك ويودون أن تدور الدائرة على المسلمين، ويستكثرون أَن يكون نزول القرآن على محمد -صلى